الاثنين، 18 مايو 2009



مهارات التخلص من ضغوط العمل
إن أي عمل يقوم به الإنسان بدافع الحاجة والضرورة هو عمل مغترب، أي عمل يجعل الإنسان غريبا اتجاه نفسه، وهذه مشكلة طالما شغلت بال الحكماء، حتى أن روسو اقترح لحل هذه المشكلة أن يتحول العمل إلى لهو، في مجتمع الوفرة، ولكن هذا الحل بقي حلا خياليا.
وقد وصل ماركس بعد دراسته واجتهاداته في الاقتصاد السياسي الى أنه لا مجال لحل مشكلة العمل إلا من خلال تحول المجتمع إلى مشاعة منظمة يعمل فيها الناس حسب استطاعتهم ويأخذون من السلع والمواد حسب احتياجاتهم.
والأمر أن كل من عمل في حقل الإنسانيات كانت مشكلة العمل تظهر له على أنها مشكلة إنسانية لم تحل بعد.
وفي عصرنا الراهن نرى أن أغلب النظريات التي تتعامل مع العمل ومشاكله تتعامل معها وفق أولوية تصب مباشرة في مصلحة زيادة الإنتاج ورب العمل، وهي بذلك إن كانت ترضي مطامح القوي فإنها ترتكب خطأين جوهريين، الأول أنها تتنكر لما يكابده العامل من قسوة وانعدام حيلة أمام آلة العمل الضخمة، والخطأ المعرفي الثاني أنها إن لم تلتفت إلى مصلحة العامل فإنها بذلك تحجب نصف الحقيقة التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج على حساب إنسانية العامل.
من هنا نرى أنه من الضروري لكي تسير عربة العمل والإنتاج المهمة لنمو المجتمع، وأيضا لكي يحافظ الكائن الإنساني العامل على خصوصيته الإنسانية بمناخ من الرضا والسعادة أن نستنبط أدوات ذهنية وفكرية جديدة، ووسائل إدارية لكي يستطيع الإنسان أن يتكيف مع ضغوط العمل، ويحافظ في نفس الوقت على روحه وجوهره الإنساني.
نحاول هنا تقديم بعض المهارات التي تجعل ضغوط العمل أقل، لكي يتمكن المرء من خلالها من حماية جوهره الإنساني من الأذى بحيث لا يتحول إلى مجرد عجلة في آلة العمل.هل هناك حاجة للأدوات الإدارية؟