الاثنين، 13 أبريل 2009

جريدة النهار
السبت 22 ديسمبر 2007 ,13 ذو الحجة 1428

وافدون: ضغوط العمل لا تسمح لنا بالاستمتاع بأوقات الترفيه

الشخصية بطبيعتها في حاجة إلى ترويح وترفيه وذلك من أجل نموها ونضارتها وحيويتها، والتغاضي عن إشباع هذا الجانب يؤثر في إشباع حاجات الإنسان ويجعله منطويًا على نفسه قلقًا عبوسًا.. والترويح يعين على مواصلة العمل ويجدد النشاط ويزيل تعب وعناء وإرهاق العمل.
هذا من جانب ومن جانب آخر فإن مفهوم الترويح والترفيه يرتبط بإشاعة روح المرح والدعابة ودفع التجهم والحزن وهموم الحياة وضغوطات الحياة، ومن الملاحظ أن هناك عددا كبيرا من الأسر العربية من أبناء الجاليات العربية يقضون معظم أوقاتهم في العمل سواء كان الزوج أو الزوجة وليس هناك مجال للترفيه ونرى بعضهم يقضون العطلة الأسبوعية في راحة سلبية في البيت ولا يلجأون إلى الترفيه عن أنفسهم وأولادهم، مما يؤثر بالسلب على حالتهم النفسية وحالة أطفالهم، ومنهم من يشكون من غلاء أسعار الأماكن الترفيهية في الكويت ولا يقدرون على نفقاتها، فلا يستطيعون الذهاب إليها بسبب ارتفاع أسعار الأماكن الترفيهية ما يجعل الترفيه فيه صعوبة لأن البعض منهم رواتبهم قليلة ومتدنية لا يقدرون على الذهاب لتلك الأماكن الترفيهية الباهظة التكاليف. «النهار» التقت شريحة من الوافدين من أبناء الجاليات العربية لإلقاء الضوء على موضوع الترويح والترفيه بالنسبة لهم وذلك من خلال التحقيق التالي.
خلل في الترفيه
في البداية التقت «النهار» أحمد عبد الكريم وافد مصري حيث قال: تشير شواهد الواقع الاجتماعي للأسرة الوافدة إلى خلل واضح في دورها الترويحي تجاه الأبناء.. ويظهر ذلك في اعتناق مفاهيم خاطئة عن الترويح لدى بعض الآباء، ونقص الممارسات الترويحية الهادفة، وسيادة أنماط من الترويح السلبي كالمشاهدة والمراقبة والتشجيع للأحداث الرياضية والأفلام والتمثيليات.. بينما يغيب الترويح الإيجابي الذي يشارك فيه الإنسان بنفسه.وأضاف عبدالكريم قائلا: أنا وزوجتي نذهب للعمل كل يوم، وبعد أن نعود من العمل أقوم بالذهاب إلى دوام آخر بعد الظهر نظرا لأن رواتبنا ضعيفة ولا تكفي لسد نفقات المعيشة، وأترك زوجتي مع الأولاد تساعدهم في مذاكرة دروسهم ومتابعتهم في الدراسة، وهكذا يمضي كل يوم بلا ترفيه عن أنفسنا أو ترويح عن أبنائنا، وعندما تأتي العطلة الأسبوعية، فلا اريد أن أخرج من البيت وذلك كي آخذ قسطا من الراحة من عناء العمل طوال الأسبوع، واختتم: لا مجال ولا وقت للترويح أو الترفيه عن أنفسنا أو أولادنا، فالوقت كله نقضيه في العمل. ومن جانبه قال حسين إبراهيم وافد أردني: لقد أصبح الشغل الشاغل للكثيرين في الكويت أو دول الخليج هو العمل من أجل جمع المال وتـأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، ومنهم من لا يكتفي بدوام واحد فيلجأ إلى العمل في دوام آخر مسائي دون أن ينظر إلى مسألة الترفيه عن نفسه أو عن أسرته وأضاف إبراهيم قائلا: لقد نسي أولئك أن لبدنهم عليهم حقا وأن لأسرهم عليهم حقا في الترفيه والترويح، إن معظمهم يقضون أوقاتهم في العمل ولا يقومون بأي شكل من أشكال الترفيه أو الترويح عن النفس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق