السبت، 11 أبريل 2009

إدارة الضغوط :
ـ أهمية وحتمية إدارة الضغوط
يوجد شبه إجماع على أن الضغوط حقيقة لعصرنا الحديث المعقد وظاهرة طبيعية وجزء لا يتجزأ من طبيعة هذا العصر الذي أصبح يلقب بعصر الضغوط ، وأنه من الصعب على الإنسان أن يتجنب تلك الضغوط لأنه قلما تخلو أي مهنة من شكل أو آخر من أشكال الضغوط ورأينا أيضاً تأكيد الرأي الطبي على خطورة الاستمرار في الحياة تحت الضغوط على صحة ورفاهية بل وحياة الإنسان .
ـ يتعمد النجاح في إدارة الضغوط على إزالة الألم لكنه يعتمد بدرجة أكبر على اكتشاف مصدر المشكلة ، ولذلك بينما يكون من المفيد اليقظة لأعراض الضغوط والارتياح لتخفيف أعراضها فإنه إذا لم يكتشف الإنسان مصدر ضغوطه ، فإن المشكلة ستستمر بالتأكيد وتتفاقم . من ناحية أخرى قدمنا تقسيم لمصادر الضغوط على أنها ثلاثة :
1ـ مصادر تنظيمية ( خاصة بالمنظمة بكافة مفرداتها ) .
2ـ مصادر ذاتية خاصة بأنماط الشخصية حيث أن شخصيات معينة أكثر عرضة للضغوط مثل الشخصية العصابية والاستبدادية ونمط A 3ـ مصادر تتعلق بالعلاقات بين الأشخاص ، حيث تتسم كل من الحياة التنظيمية والشخصية بتعدد وتعقد العلاقات التي يدخل فيها الأفراد والتي تفرض ألوانا من الضغوط إذا لم يتعلم الإنسان مهارة التعامل معهــــــا .
إستراتيجية مواجهة الضغوط :
ويقصد باستراتيجيات مواجهة الضغوط من ناحية الفرد تلك الجهود الصريحة التي يقوم بها لكي يسيطر على أو يحد أو يدير أو يتحمل مسببات الضغوط التي تفوق طاقته الشخصية ، أما من ناحية المنظمة فتتمثل في مجموعة القرارات التي تتخذها الإدارة للسيطرة على مسببات الضغوط والتخفيف من آثارها الضارة على كل من الأفراد والمنظمة .
ـ تعريف إدارة الضغوط : يمكننا تعريف إدارة الضغوط بناءاً على التعريف السابق وفي إطار التقسيم السابق لأسباب الضغوط بأنها تحديد وتحليل المشكلات المرتبطة بالضغوط وتطبيق عدد من لأدوات العلاجية لتغيير إما مصدر الضغوط أو تجربة الضغوط – ويتضمن ذلك ما يلي :
أ ـ تغييرات في بعض مصادر الضغوط .
ب ـ تغييرات في الشخص الواقع تحت الضغوط .
جـ ـ تغييرات في التفاعل بين الفرد والبيئة بكافة مفرداتها ( تجربة الضغوط ) .
ويلاحظ هنا أن التغيير الذي يعتبر ركيزة إدارة الضغوط يتكون من ثلاثة فئات تتوافق مع تقسيمنا لمصادر الضغوط ، فالتغييرات في مصادر الضغوط يتعلق بالتغيرات التنظيمية ( مع الاعتراف بمحدودية قدره الإنسان على هذا التغيير ، ولذلك فأن الجانب الأخير من هذا التغير يجب أن يقع على عائق المنظمة ) .
ـ ضرورة التغيير والتوازن لتحقيق التكيف ومواجهة الضغوط :

يتوقف مستوى الضغط على مدى السيطرة عليه وتوقعه ، بالطبع لا يوجد قدر أمثل للضغوط التي ينهار الإنسان بعدها .. .. أو قدر معقول لكمية الضغوط أو قدر متوسط للتحمل ، إن المستوى الأمثل هو المستوى الذي يكون بمقدور الفرد تحمله ليحتفظ باتزانه النفسي والجسمي واستقراره السلوكي . • الهدف الرئيسي إذن لإدارة الضغوط هو ببساطة تمكين الإنسان من استغلال مستوى قدراته بشكل أمثل وبطريقة صحية وإيجابية وبشكل يمكنه من التكيف مع المتطلبات البيئية المحيطة . إذا حدث هذا التكيف فلا توجد ضغوط أما إذا لم يحدث فقد وقع الإنسان فريسة للضغوط . التكيف إذن هو الغاية من إدارة الضغوط ويتحقق هذا التكيف أو ما نرى• أنه الغاية من إدارة الضغوط من خلال ، كما ذكرنا التغيير والتوازن التي هما وسيلتان أساسيتان تتجسدان في كل استراتيجيات مواجهة الضغوط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق