ضغوط العمل اسبابها وطرق علاجهايعتبر العمل المنظم سمة أساسية من سمات العالم المعاصر ، كما يعتبر حاجة ضرورية للناس لأنه يشكل مصدر رزقهم ، ويشكل مصدراً لمقابلة حاجاتهم النفسية والإجتماعية وغيرها ، لكن في الجهة المقابلة لهذه الأهمية والفوائد ، نجد أن للعمل المنظم جوانب أخرى يرتبط بعضها بعض ، مما يترتب عليه وجود معوقات وضغوط نفسية وذهنية وبدنية ، تترتب عليها آثاراً سلبية وإيجابية على الفرد والتنظيم الإداري على حد سواء ، ويختلف الأفراد تبعا لشخصياتهم وقدراتهم في الاستجابة والتكيف مع هذه الضغوط .حيث تولد هذه الضغوط وتعرف ما يسمى "ضغوط العمل" حالات عدم الإتزان النفسي والجسمي ، تنشأ هذه الضغوط من عوامل مرتبطة بالعمل أو البيئة المحيطة به ، الأمر الذي يحتم على المنظمات الحديثة البحث عن الحلول لمواجهة مثل هذه المشاكل ، سعيا للحد منها أو القضاء عليها .مسببات ضغوط العمل:تنشأ ضغوط العمل من مسببات كثيرة ، حتى أنه يمكن القول بأن أي شي داخل العمل قد يكون مصدراً أو سببا من مسببات ضغوط العمل ، وفيما يلي نعرض أهم الأسباب الموجودة في العمل أو بيئته وهي:1صعوبة العمل2. مشاكل الخضوع للسلطة3. عدم توافق شخصية الفرد مع متطلبات التنظيم4. التنافس على الموارد5. صراع الأدوار6. عدم وضوح العمل وتحديد الأدوار7. اختلال ظروف العمل المادية8. اختلال العلاقات الشخصية9. الأحداث الشخصية10. تأثير شخصية الفردالأعراض المرضية لضغوط العمل:يختلف الأشخاص في مدى تأثرهم بضغوط العمل ، وذلك حسب قوتهم الجسمانية ، ويمكن القول بأن أضعف جزء في النظام الحيوي أو العضوي بالجسم هو جزء يتأثر بضغوط العمل ، أي أن الأعراض المرضية لضغوط العمل تظهر على أضعف جزء بالجسم ، فالأجزاء الضعيفة تكون مقاومتها قليلة ، وتكون عرضة للإنهيار أو التلف ، وكما يقولون (ما تطيح السقيفة إلا على رأس الضعيفة) .ومن أهم أعراض الضغوط المألوفة:1)التوتر والعصبية2)القلب الدائم3)عدم المقدرة على الاسترخاء4)الإسراف في تعاطي الكحول والمخدرات والمسكنات5)عدم المقدرة على النوم (الأرق)6)اتجاه سلبي نحو التعاون مع الغير7)الشعور بعدم القدرة على التكليف8)صعوبات في الجهاز الهضمي9)ارتفاع ضغط الدم10)الحزن والكآبة وجفاف الفم والحلق11)صعوبة التركيز في العمل وعدم التوازن الانفعالي12)الميل للإصابة والوقوع في حوادث صناعية13)الشعور بالخوف والصعوبة في التحدث والتعبير والصداع14)آلام القولون والمعدة15)فقدان الشهية والعرق بغزارةفإذا كانت الأعراض كثيرة ستؤدي إلى أمراض مختلفة ، ومحاولة التعرف على قائمة الأمراض سيكون أمراً صعباً ، فيمكن القول تقريباً بأن معظم الأمراض يمكن أن يكون التوتر أحد أسبابها ، أو يتفاقم وضعها مما يصعب علاجها في ظل وجود مقدار عالي من ضغط العمل ، ومن أمثلة الأمراض: الصداع ، القرحة ، صعوبة الهضم ، والقرع ، والثعلبة ، والإرتيكاريا ، وصعوبة التنفس ، والفشل الجنسي ، وإرتفاع ، ضغط الدم ، والجلطة الدموية ، وتصلب الشرايين ، وأمراض السكر ، وغيرها من الأمراض الأخرى ، أجاركم الله منها.تأثير ضغوط العمل على الأداء:يعتمد مقدار تأثير ضغوط العمل على الأداء على مدى إدراك وشعور وتفسير الفرد لهذه الضغوط ، إلا أن الثابت هو أن وجود مقدار معقول ومناسب من الضغوط يجعل الأفراد يشعرون بالتوتر ، الأمر الذي يدفعهم ويشجعهم لكي يسيطروا ويتحكموا في هذا التوتر مما يمثل مقداراً من التحدي لقدرات بعض العاملين ، ويزيد من الرغبة في الإنجاز ، ويمكن اعتبار مقدار مناسب من ضغوط العمل يمثل الإثارة لحياة العامل لكي يشعر الفرد بالتسلية والتجديد والمتعة والتغيير والتحدي .بالإضافة إلى هذا فإن وجود مشاكل في العمل قد تكون مثيرة لخيالات وقدرات العاملين في ابتكار حلول لهذه المشاكل واتخاذ قرارات عملية ، عليه فإن أرتفاع أو انخفاض مستوى ضغوط العمل عن المقدار المناسب قد يكون ذو تأثير سلبي على أداء العمل .التعامل مع ضغوط العمل على المستويين الفردي والمنظمة:إن ضغوط العمل ليست بعيب أو خلل في الأسلوب الذي تدار به المنظمة ، أو طريقة تنظيم الأداء والعمل بها ، فضغوط العمل هي في حقيقة الأمر عنصر لازم ينشأ معاصر لأي تنظيم أداري ، بل أنه من الصعب أن توجد منظمة لا يشعر العاملون فيها بمستويات مختلف من ضغوط العمل ، فمصادر ضغوط العمل متعددة ومتنوعة بالشكل الذي لا يمكن معه لأي منظمة مهما وضعت من خطط وأساليب أحسن إعدادها وتنفيذها أن تقضي على مشكلة ضغوط العمل كليا أو بشكل جذري .إلا أنه من ناحية أخرى فإن ذلك لا يعني أن تهمل المنظمات مشكلة ضغوط العمل أو لا تعيرها الاهتمام الواجب باعتبارها مشكلة ليست لها حلول جذرية ، وانما يعني ذلك أن على ادارة المنظمة مسؤولية وضع الاستراتيجيات اللازمة لتقليص تلك الضغوط والتخفيف من حدتها أو على الأقل تجميد تلك الضغوط والإحتفاظ بها داخل حيز مقبول أو عند حد أمان معين ، لضمان عدم تخطي المشكلة ذلك الحد أو تجاوزه إلى منطقة الخطر أو نقطة الإنفجار .
الاثنين، 13 أبريل 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق