الجمعة، 10 أبريل 2009

مقدمة عن ضغوط العمل:
لقد خلق الله الخلق وأمرهم بالعمل والجد فيه وحث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال :( إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه ) ، فتمثل الضغوط التي يتعرض لها الإنسان في العصر الحديث ظاهرة جديرة بالاهتمام لما لها من خطورة وتأثير على كثير من جوانب حياة الفرد والمجتمع ولما تسببه من تكاليف باهظة من جراء علاج الأمراض والاضطرابات والمشكلات التي تنجم عنها أو تترافق معها . ورغم تعدد مصادر هذه الضغوط وتنوعها فإن العمل يظل أحد أهم هذه المصادر وأخطرها ، وحيث أن العمل هو السبيل لرفاهية الفرد ورخاء المجتمع ومن ثم فإن الضغوط التي يتعرض لها الفرد العامل لا يقتصر تأثيرها عليه وحده وإنما يشمل المؤسسة التي يعمل بها ويمتد بعد ذلك إلى المجتمع بأسره كما أن تأثيرها على الفرد يمتد ليغطي جوانب أخرى من حياته خارج نطاق العمل مما يؤثر على علاقاته داخل أسرته ومع أصدقائه وجيرانه وبقية أفراد المجتمع .
العالم يتغير في كل لحظة ودقيقة وتتسارع عجلة الحياة بسرعة تفوق قدرات العديد من مواكبتها وينعكس كل ذلك على الإنسان . فيجد أن متطلبات العمل والحياة تنتج ضغوطاً
وتوتراً غير مسبوق تحول إلى أحد أكبر العناصر الخطيرة والسلبية على حياة الناس وصحتهم وبالتالي قدرتهم على العمل والإنتاج .وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية منذ العديد من السنوات أن ضغوط العمل هي مشكلة عالمية وانتشرت بدرجة وبائية في كل أنحاء العالم وسميت بمرض القرن العشرين ، فهل لنا أن نتخيل إلى أي درجة وصلت حدة هذه المشكلة في القرن الواحد والعشرين؟!
وإن ما يقضيه المرء من الوقت في ميدان العمل لا يقل عن ثمان ساعات يومياً لا يمكن أن يخلو من توتر ومشاكل ، وكلما زادت مسؤوليات المرء كلما كان عرضةً للتوتر وهنا سؤال ! ! ! إن المشكلة ليست في وجود التوتر في مكان العمل أو بمدى تعرضك له ، لكن كيف تعالج هذه المشكلة التي تسببت في ذلك ؟ . إما أن تُسلِّم بأن العمل بطبيعته مليء بالمشاكل التي تجلب التوتر وتتعامل مع الأمور بسلبية تامة ، وإما أن تسلك مساراً مختلفاً وتتعلم كيف تتجاوب بالأساليب الجديدة الأكثر هدوءاً مع متطلبات العمل ، ومن الواضح هنا أنك لو وجدت طريقة تقلل من التوتر في عملك ، بذلك تكون قد أجبت على السؤال الذي يجول بخاطرك ، ولكن برأي بأن أفضل طريقة هي أن تتعامل مع المشاكل بكل إيجابية وتنظر لكل مشكلة من جانبها الإيجابي أكثر لكي تستغلها فيما يعود بالنفع والمصلحة ، فحاول ألا تُنفِذ طاقتك ووقتك بسبب التوتر والضيق والغضب في هذه الأمور الصغيرة نسبياً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق