الاثنين، 13 أبريل 2009

المشكلات التي تؤدي إلى ضغوط العمل وطرق التخلص منها، وهي مجموعة من مهارات يمكن أن نستخدمها في معالجة ضغوط الحياة العصرية أيضا، وبها نستطيع ألا نتحول إلى مجرد عدد أو آلة.. في عجلة الإنتاج وربما نستطيع أن نحافظ على جوهرنا الإنساني في عالم جديد ينحو بنا إلى مقايضة هذا الجوهر بأشياء خارجية .
لماذا نحتاج لمهارات نفسية في العمل ؟
الذئب البشري
إن أي عمل يقوم به الإنسان بدافع الحاجة والضرورة هو عمل مغترب، أي عمل يجعل الإنسان غريبا اتجاه نفسه، وهذه مشكلة طالما شغلت بال الحكماء، حتى أن روسو اقترح لحل هذه المشكلة أن يتحول العمل إلى لهو، في مجتمع الوفرة، ولكن هذا الحل بقي حلا خياليا.
وقد وصل ماركس بعد دراسته واجتهاداته في الاقتصاد السياسي الى أنه لا مجال لحل مشكلة العمل إلا من خلال تحول المجتمع إلى مشاعة منظمة يعمل فيها الناس حسب استطاعتهم ويأخذون من السلع والمواد حسب احتياجاتهم.والأمر أن كل من عمل في حقل الإنسانيات كانت مشكلة العمل تظهر له على أنها مشكلة إنسانية لم تحل بعد.
وفي عصرنا الراهن نرى أن أغلب النظريات التي تتعامل مع العمل ومشاكله تتعامل معها وفق أولوية تصب مباشرة في مصلحة زيادة الإنتاج ورب العمل، وهي بذلك إن كانت ترضي مطامح القوي فإنها ترتكب خطأين جوهريين، الأول أنها تتنكر لما يكابده العامل من قسوة وانعدام حيلة أمام آلة العمل الضخمة، والخطأ المعرفي الثاني أنها إن لم تلتفت إلى مصلحة العامل فإنها بذلك تحجب نصف الحقيقة التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج على حساب إنسانية العامل.
من هنا نرى أنه من الضروري لكي تسير عربة العمل والإنتاج المهمة لنمو المجتمع، وأيضا لكي يحافظ الكائن الإنساني العامل على خصوصيته الإنسانية بمناخ من الرضا والسعادة أن نستنبط أدوات ذهنية وفكرية جديدة، ووسائل إدارية لكي يستطيع الإنسان أن يتكيف مع ضغوط العمل، ويحافظ في نفس الوقت على روحه وجوهره الإنساني.
نحاول هنا تقديم بعض المهارات التي تجعل ضغوط العمل أقل، لكي يتمكن المرء من خلالها من حماية جوهره الإنساني من الأذى بحيث لا يتحول إلى مجرد عجلة في آلة العمل.
هل هناك حاجة للأدوات الإدارية؟
الحجر العنيد
إن ثلث كمية الأوكسجين التي تصل للإنسان تحرق من خلال عمليات التفكير، في الأحوال العادية، وهذا يدلل على ان القسم الأكبر من الطاقة التي يحتويها الإنسان تصرف من خلال العمليات الذهنية والنفسية، إن إدارة الطاقة الإنسانية والاحتفاظ بها في مستوى جيد، إنما يتم من خلال تنظيم وإدارة البرامج الذهنية والنفسية، ويكفي أن نضرب هذا المثال، وهو مثال مقارن بين عشرة أشخاص يتعاونون على قلب حجر بشكل عشوائي وشخصين يتعاونان على قلب حجر بشكل منظم، حيث إن الحالة الأولى تمثل إنجاز مهمة ذهنية بأفكار عشوائية مبعثرة، والعملية الثانية تمثل إنجاز مهمة بأفكار منظمة. إن الحالة الأولى هي هدر الطاقة بعينه دون الوصول لنتيجة، أما الحالة الثانية فهي الاستثمار الناجع للطاقة بهدف الوصول إلى نتيجة محققة وأكيدة.
السفينة القديمة
إن الأدوات الذهنية والإدارية باتت ضرورة، على خلاف الأزمنة القديمة التي كان فيها نمط الإنتاج بسيطا وأقرب إلى الطبيعة البشرية، وهذه الأدوات قد تكون:
مادية: كالتجهيزات والمعدات والقرطاسية وأدوات الرصد والقياس والعدد المختلفة.
ذهنية صرفة: كبرامج الإحصاء والمحاسبة والبرامج الإدارية وبرامج الرصد والاختبارات النفسية والاختبارات التعليمية.
ذهنية - نفسية: وهي موضوعنا ، وهذه البرامج في عموم الأمر موجودة و يتم امتلاكها من قبل الموظفين والفنيين من خلال الخبرة الشخصية التي تحتاج إلى زمن طويل، أو من خلال الدورات وورش العمل والدراسة وهذه تختصر الكثير من الوقت.
فالأداة التي نصل إليها بواسطة الخبرة تشبه محاولة الفني الذي يصنع قطاعه بهدف قطع الحديد وعند إنجازها - بعد الكثير من العناء والجهد والوقت - يستطيع استخدامها. أما إن حصلنا على هذه الخبرة من خلال العلم والقراءة فإننا نحصل على كمية أكبر من الخبرات في زمن أقل ومن دون ألم.
إن الأدوات الذهنية تتمثل في الكثير من الأدوات كأصول الإدارة وقوانين التسويق وبرامج المحاسبة . غير أن الأدوات الذهنية - النفسية التي هي موضوع بحثنا هي برامج من قبيل التحفيز الذاتي وآليات التواصل وتقنيات الحفاظ على الحدود، وإدارة الطاقة، وتنظيم عمل العقل الإنساني، ورفع المقاييس الذاتية، وإدارة المهام.
في الماضي إن أردنا بناء سفينة فإن الأدوات التي نستخدمها تعد على أصابع اليد الواحد كالمطرقة والمسمار وما إلى ذلك، أما في العصر الحديث فإننا نحتاج لبناء سفينة إلى صاروخ، ومثقب، ومنشار كهربائي، ومسامير من نوعيات مختلفة، وصواميل، وأجهزة لحام كهربائية.. الخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق